السبت، 5 أبريل 2014

عشرة أعوام من العزلة

عشرة أعوام ..
عشرة أعوام مرت من الحلم ، من العزلة ، من الرغبة في الحياة ومن الزهد فيها !
عشرة أعوام من الصراع ، من الرغبة في الإنتحار والإنتهاء كنقطة في آخر السطر ، من الزيارات الرتيبة للمعالجين النفسيين ..
والكثير من العقاقير المهدئة  للأمزجة السوداء ..
أستطيع الآن أن أتبين التجاعيد في وجهي بسهولة ، أنا بصحة جيدة نوعاً ما ولكن الضعف العام بدأ يلعب لعبته الوقحة !
ينظر عمري إلي بمنتهى المكر والشماتة ويخبرني بأنه يخبأ المزيد من آلام المفاصل والظهر والقلب والوحدة !
كل ما فعلته يمكن تلخيصه في حصاد محصول وفير من السفريات للعديد من دول العالم وأجواء تكاد تطفح بالمثالية ولكن الوحدة تستطيع أن تدمر كل شئ مهما كان رائعاً وخلاباً !
أذهب كل صباح لأشتري باقة من الورد مثل السيدة دالوي وأملأ بها المزهرية ، و قطعة من الكابكيك وعصير الفراولة ،ثم أذهب للعمل مع مجموعة من البشر المصمتين والأجهزة المصمتة ..
لا أحد يتفهم سبب نوبات البكاء الفجائية أحيانا ، لا أحد يفسرها سوى بأني عانس شمطاء أكلت منها الوحدة وشربت ومازالت تؤمن بأسطورة الشاعر الذي سيأتي ليخطفها على ظهر القصيدة !
مازالت تقرأ الروايات الرومانسية وتملك قطة جميلة في المنزل تؤنس بها وحدتها وليالي الشتاء ..
لا شئ أكثر لا شئ أقل ..
لا شئ سوى الحلم هو ما يبقينا على قيد الحياة ، والخذلان المتكرر يدفعنا للمحاولة من جديد ، وكأن الأمل لم يخذلنا مسبقاً !



                                            الصورة للصديق سراج الدين سعيد 



الجمعة، 4 أبريل 2014

آخر أيام الحب

مساء الخير يا عزيزي ..

لا أعلم إن كنت أزور خاطرك هذه الأيام أم لا ولكن .. على أية حال اليوم هو آخر يوم في أسبوع التدوين عن الحب ، ربما ستكون آخر مرة أكتب لك ربما ستتقاطع الطرق مرة أخرى ..
سيصدر هاتفي الصامت نغمته الرتيبة وسيطبع إسمك على شاشة الهاتف ، سيتوقف الزمن لبضع ثواني لأستوعب أنه ليس حلم وأنك تتصل ، ولكن أعدك لن ترد على رأسي فكرة إلقاء الهاتف بعيداً أو عدم الرد عليك ..
سأنطق باسمك بدلاً من كلمة "ألو" لأنك تحب اسمك مني وتطلب مني أن أكرره ، سأباغتك بكلمة "وحشتني" أو "بحبك" وربما باغتك بفقرة قصيرة من البكاء والعتاب ..
ستخبرني بصوتك الرجولي الذي يخترق كل فقرة في عظامي وكل نسيج في قلبي بأن أهدأ وأنك كتبت قصيدة جديدة .. هذه طريقة لئيمة جداً تتبعها لتشتيت إنتباهي عن عتابي لك أو عن بكائي ..
ستلقي القصيدة ، وسينفطر قلبي بشكل أكبر من جديد لأن الشك يخامرني والأسئلة تدور في رأسي كالدبابير .. من ملهمتك يا ترى ؟
هل كنت أنا من حلمت بها أو سليت بها خيالك لتهرب من ألم الفراغ والوحدة أم أني لا أعرف عنك سوى صوتك وصورة لك خلف صدع في الجدار وآخر في قلبي ..
ربما سأخبرك مرة أخرى أنه يجب عليك أن تكون أقرب ربما يجب علينا أن نتحدث أكثر ، وأن تبادلني شيئاً من الإهتمام وأبادلك شيئاً من وجع الفلسفة !
ربما لن أجاريك في أسماء فناني العصور الوسطى وأفلام الستينات والسبعينات أو موسيقى الجاز ، لكنك أيضاً لن تجاريني في أنواع الرقص وأشهر الراقصين في العالم و وصلات البالية والرقصات المعاصرة والهيب هوب ،ربما سأعرفك كذلك على الغناء الأوبرالي و آخر أفلام البوكس أوفيس والأفلام التي حصدت الأوسكار !

أرجوك لا تكرر ذات الرد البارد لا يتناسب نهائياً مع رغبتك الناطقة في القصائد ، لا تنادني ب"صغيرتك" أنا لست صغيرة ، لست ضعيفة كما تظن .. أو ربما أنا هكذا ، لكن .. أنا من يريد خوض المغامرة هذه المرة ، سأوقع لك بأني أتحمل مسؤلية قلبي كاملة كما تحملتها دائماً وكما يبدو أني سأتحملها أبداً ..

لن أجبرك على أن تشعر بذات الشغف دائماً أو بحرارة الحب نفسها أو بألم الفقد ببذخ كما سأفعل..
. لن أتعقبك بالأسئلة والمراقبة كالأطفال .. سأكون متقلبة وغامضة تماماً كالفتاة في قصائدك !
وحين تخبرني أنك مللت كل شئ لن أزعجك ببكائي المقيت المتواصل وسأتركك تحلق كطير إلى شجرة أخرى..

الشئ البائس في الأمر كله أنك تعلم جيداً أنك تملك كل الإختيارات وأني لا أملك سوى خيار واحد !

تذكر دائماً أننا لا نملك شيئاً من الغد ، لا نملك سوى اليوم .. وأني بالقرب دائماً..






الثلاثاء، 1 أبريل 2014

رسائل نصية قصيرة ..


هي : أرجوحة قلبك لا يغادرها السقم ، والعصافير في شجرتنا كسرت مناقيرها ..
أنا بالقرب رغم الأرض ..
كن بخير حتى ترتد إلينا الزقزقة والدفء..

هي:  رغم إبتعادك الباذخ  مازال الفضول وشئ في القلب يدفعني للحمحمة بالقرب من النار/منك كفراشة بلهاء!
بكيتك بالأمس لأن شيئاً أنثويا يصقل في داخلي.. وفقد !
أعلم أنه لا يعنيك وأنك غارق في ذاتك المتعبة .. ولكنها الأقدار /  القلوب التي لا سلطان لنا عليها ..
تجلى في القريب يا صاحب القلب الخشن !

هو : هذا قلب مسلوب الزغب ، وحش بري لاحم ، مثخن كشراع ضمدته أقمشة عدة ، هذه الأيدي مخالب تنكأ الجروح كالبرق !
وأنت يا صغيرتي رهيفة الغشاء ، رقيقة كالنبع ، أخشى عليك من تجل جاثم يسحق ولا يذر
أخشى عليك الدماء ، وعواء أجش يلطخ أجنحتك البيضاء المترعة بالقلق .. ويستنزفك !

هي : لا خوف في المحبة ، ذلك قانون الرب !