الجمعة، 14 فبراير 2014

سعاد حسني وسيلفيا بلاث وأنا ..


داليا .. كل عام وأنتي بخير بمناسبة عيد الحب إن كان هذا سيحدث أي فارق أو سيصنع أي بهجة ..
طلبت مني أن أكتب اليوم ، أكتب أي شئ وأرسله لك ، إعذرني إن كان مليئاً بالوجد ، أنا لم أتعمد أياً مما أكتب ، أنا فقط أعيش أضعافاً منه..
أنا لا أكتب منذ زمن بعيد جداً ، أو بالتحديد منذ التاريخ الذي توقف عنده الزمن ، أشعر أني تحولت إلى زومبي ، الزومبيز لا يكتبون على ما أعتقد
قضيت في ليلة الفلانتين حوالي 4 ساعات من البكاء المتواصل ، دائماً أقضي الفلانتين وحيدة ليس جديداً ،لكن هذا العام بالذات قضيته بصحبة الكثير من الأغاني الغبية والموسيقى المؤلمة ، فتحت كل الجروح التي لم أغلقها بالأساس ، ولكن على أيه حال قضيته بطريقة أو بأخرى !

أريد أن أخبرك بسر .. يوجد رابط غريب جدا بيني وبين سعاد حسني ، لا أعرف ماهيته بالتحديد ولكن البهجة التي تنشرها وجمالها الواضح لم يستطيعان إخفاء الإكتئاب الحاد الذي أصيبت به !
إشارة ما : أول يوم نلتقي فيه (أنا و هو) كان في مؤتمر لتيدكس وومن ، أخذت صورة لسعاد حسني كانت معلقة على الجدار في المؤتمر ..
سعاد حسني تملك مجموعة أغاني مبهجة جدا لكني أعرف وحدي أنها كانت تغني (شيكا بيكا و بمبي بمبي وكيكيكو ) وهي في أقصى درجات التعاسة والإكتئاب ، حتى في أغنية بانو بانو رغم أن الأغنية كئيبة إلا أنها كانت تحاول إخفاء دموعها وبحة صوتها بكل ما تملك من قوة
 ، أصدقائي دائماً ما يضيفونني على صور سعاد حسني على الفيس بوك ، أخبروني أيضاً ذات مرة أني أمتلك خفة روحها وأن هناك ما يجمعنا ، لا أعرف تحديداً بماذا كانو يفكرون ولكن أشعر أن النهاية هي ما يجمعنا ، ربما ! ..
سأخبرك بسر آخر أيضاً .. أنا كنت أقرأ في البداية لسيلفيا بلاث دون أن أعرف أي شئ عن قصتها أو طفولتها أو نهايتها المأساوية ، كنت أشعر برابط قوي بين كلماتها وما أشعر به ، رابط لا تصنعه أبداً الكلمات بين شاعر وقارئ ، جرح سيلفيا بلاث الأول كان رحيل والدها ، سيلفيا كانت تعشق والدها وكان هذا سبب أول محاولة إنتحار ، دعيني أخبرك أن جرح والدي هو الأكبر أيضاً وأن أجمل فترات حياتي وأكثرها نجاحاً حين كان جزءاً من الأسرة ، والدي رافقني بعد ولادتي لمدة 3 سنوات في البيت ، كنت صديقته وحبيبته الأولى .
إشارة ما :أخبرني ذات مرة أنه حين سافر العراق قبل الزواج بوالدتي ب8 سنوات حلم أن بكره سيكون اسمها أماني
جرح والدي سيظل مفتوحاً للأبد يا داليا ، والدي يتمني دون أن يموت ، أنا أشتاقه جدا ولكن حين ألتقيه الآن أستطيع أن أجزم لك بأني لا أجد والدي وأني أشعر كثيراً أنه خطف أو سافر أو مات !
أول مرة أفكر جدياً في الإنتحار كانت أثناء الإنفصال والدي ووالدتي ، أريد أن أخبرك أني كنت في شقة أعلى شقة والدي أنا وإخوتي لمدة عام دون أب أو أم ، كنت تعيسة بدرجة مليون بالمئة ..
إذا كانت الجروح تتشافى بالزمن فهل هذا الجرح ضمن قائمة الجروح التي تتشافى بالزمن كذلك؟
لأن الكثير من الوقت مضى ولا أزال أشعر به بنفس الدرجة من الألم ونفس وجع الفقد ..

عودة مرة أخرى لسيلفيا بلاث .. لم أكن أعلم قبل أن أشاهد الفيلم معك أن سيلفيا إنتحرت لأن زوجها خانها ، لم أكن أعلم أي تفاصيل غير إنها إنتحرت بهذه الطريقة المبتكرة جدا ، لم أكن أعرف سوى أن رابط غامض ولا أستطيع إنكاره يربط بيني وبين سيليفيا ، تفاصيل الإكتئاب ومفرداتها في الكتابة وأنانية تيد هيوز وكل الرحلة التي قطعتها سيلفيا لتصل إلى قبرها تصرخ في أذني بأن هذه النهاية  !
لا أعلم إلى متى سأظل متغلبة على هذا الوحش الذي يريد مني أن أنتهي من هذه الميلودراما وأكف عن ترديد التراهات التي أسمعها وأقرأها دوما ، عن أن الجرح الذي لا يكسرك/يقتلك يقويك ، وبلااااااااااا بلاااااااااا بلاااااااااا ، كل الجروح تصنع مني نسخة أكثر حباً للموت وتقبلاً له ، تصنع مني جسد أصغر وأضعف وأكثر مرضاً وأقل مناعة ، كل جرح موت جديد ..
بالمناسبة كم مرة علي أن أموت حتى أنتهي من الألم !






هناك 6 تعليقات:

  1. أنت من الناس اللي بيقشعر بدني من قراءة كلماتها ...
    كل مرة بتحفري جامد في القلب بحروفك ..

    ردحذف
  2. كم مرة علي أن أموت حتى أنتهي من الألم
    حاولت أكتب أى حاجة مشجعة.... متفائلة.....أو حتى إطراء على الكتابة "اللى عجبتنى بجد" بس مش لاقى كلام
    ربنا يبعد الألم

    ردحذف
    الردود
    1. هوا إنتا اللي ليك بيدج عالفيس بوك
      بتاعت يوميات مريض نفسي ؟

      حذف
    2. لا يا فندم :)
      اللى بيكتب اليوميات اسمه حسنى محمد

      حذف
    3. آها ، صح كدا :)
      شكراً يا فندم ، شكراً على المرور والتشجيع ..

      حذف