الاثنين، 16 سبتمبر 2013

القديسة الآثمة



أتذكر تماماً أمسية عيد ميلادي ال22 ، كنت مبتهجة ، منتشية بالحب والأمل إلى حد مؤذ-كما أدركت لاحقاً- وكنت محبة ، عاشقة بلهاء بقلب أبيض ووجنة وردية وشعر كستنائي منسدل بغجرية وعينين سوداويين لا ترى سوى تجسيداً لكل ما تخيلت يوما عن ذلك الحالم الذي يقاسمها الحلم والأمل ويبثها الروح الضائعة وسط ضجيج الألم ..
كنت ملونة إلى الحد الكافي الذي جعلني الآن أتشح  بالأسود تماماً ، أضحك بسخرية حينما أتذكر أني عنونتها ب"colourful year"،بالله أي حماقة تلك التي اجرمتها في حق نفسي !
كأني أخطو نحو الحياة ﻷول مرة ؟ كأن قلبي يرتعش ﻷول مرة !
وأنسى كل أطنان الخذلان التي حملتها على مرار 22 عاماً وأبدأ بذاكرة فتاة غرة لا تعرف سوى حضن أمها الدافئ ، وحليبها الأبيض وكف أبيها التي تحوي يدها دوماً وقلبه الذي يحويها أبداً !
أهمل أني لست تلك .. وأن ذاكرتي أكلت من جسدي ولم تشبع بعد !
كيف أغفر لقلبي خطيئة الأمل ، أنا هي القدسية الآثمة .. التي لم تخز قلباً سوى قلبها ولا نحرت عنقاً غير عنقها !




تلاشت ألوان السنة سريعاً .. ذاب القلب الكبير كصابونة فركها صاحبها بدين لا تتطهر أبداً .. ذبلت !
مللت كتابة الرسائل ﻷنها لا تبلغ المعنى ولا توصل أياً مما أشعره بدليل أن الأشياء تزداد سوءاً والعالم والبشر حولي يزدادون فجاجة وقسوة ! ويالأسف يزادادون غباءاً أيضاً..

ربما أنا الغبية ﻷني أرتكب الأمل وأمنح الفرص وأسامح  .. ﻷني ساذجة ليس أكثر!
البكاء لا يطهرني .. ذلك البكاء الممتد لساعات والنوم ل12 ساعة في محاولة للهروب والصمت وعدم التفاعل مع واقعي !
علي فقط أن أخطو خارج هذا الأمل اللعين ، أن أكسر كل أسقف التوقعات التي رفعتها للسحاب ، وأن أتقبل الجميع ببلادة !
أتقبل إهانات الجميع ، بصاقهم ، فضلاتهم ، بذائتهم باللاشئ !
أتمتم في سري بأن هذا ليس حقيقي ،لا أشعر بوخز ولا أبكي ..
أرقد في صمت وأصلي كل يوم لله بأن يثمن روحي ويرفعها ، أسأله أن لا يجبرني أن أخذ هذا القرار بمفردي .. يا الله خذني ﻷني جبانة وأكره رؤية الدماء ، أنا ضعيفة ولا أستطيع أن آخذ هذا القرار الكبير ، ساعدني وخذه بدلاً عني ..



هناك تعليق واحد:

  1. إعتناق الأمل وأرتكاب صلواته صبح مساء ليس سذاجة، ومنح الفرص والسماح والعفو إرتكابهم أيضاً ليس سذاجة. فالأمل من الإيمان والإيمان قوة، والعفو والإيثار والسماح من صفات الأقوياء.
    مشكلتنا جميعاً هي المبالغة الشديدة والتهوين الشديد، نحن في حاجة لمعرفة معاني الأشياء، في حاجة للتحكم في ميزان أفعال البشر وإجزاء كلا منهم على قدر ما قدم وفعل، لسنا في حاجة لمساواة الجميع ومعاملتهم بنفس الطريق، لأن الجميع ليسوا متساوون ولا يستحقون التعامل بنفس الطريقة، سواء أكانت حسنة أو سيئة. ولسنا في حاجة لتقبل كل شئ أو رفض كل شئ، فالواجب أن نقرر ماذا نقبل أو ماذا نرفض وكيف.
    ثم أن الله قد قال: "لا تقنطوا من رحمة الله" وقال: "ولا تيأسوا من روح الله" فهل تراه سيساعدنا لنيأس ولنقنط؟!
    ..
    الإنسان دوما يحب لعب دور المظلوم المقهور، ويستسهل اليأس عن الأمل، ويحبذ الإنطواء في جانب مظلم عن الإحتكاك والتفاعل مع الغير في النور. ولكن في الحقيقة، رفض الظلم أيسر بكثير من تقبله، والأمل أسهل بكثير من اليأس، والتفاعل ومواجهة الحياة والناس أقل ألما وضرراً من الإنزواء والإنطواء.
    فالفعل الجيد أسهل بكثير من الفعل السئ، ولكننا دوما تختلط علينا الأمور.
    مساكِ أمل وتفاؤل.
    تحياتي.

    ردحذف